السؤال:

ما حكم الخروج من الدين الإسلامي لديانة أخرى؛ لتحصيل منافع دنيوية، مثل الحصول على الجنسية؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله 

يحرم على المسلم الخروج عن الإسلام بالقول أو الفعل أو الاعتقاد مطلقًا، فلا يوجد شيء في الدنيا أعظم من الإيمان بالله تعالى، وبرسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 217]، فيحرم الارتداد عن الإسلام؛ لأجل الوصول لشيء من متاع الدنيا، ومن فعل ذلك فقد وقع في جريمة عظيمة، سواء أكان قاصداً الخروج من الإسلام، أو غير قاصد لذلك، وإنما فعل ذلك لتحصيل مكاسب دنيوية، يقول الله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [التوبة: 65، 66].

وعليه؛ فيحرم على المسلم أن يخرج عن دين الإسلام؛ لأجل مصلحة من مصالح الدنيا، سواء أكان قاصدًا بذلك الخروج عن الإسلام أو غير قاصد، فالردة عن الإسلام -عافانا الله تعالى- بالقول أو الفعل أو الاعتقاد تعدُّ من أفحش الذنوب، وأغلظها حكمًا.

وننوه إلى أن هذه الفتوى لا يترتب عليها الحكم بردة شخص بعينه؛ لأن الحكم على أحد من المسلمين بالردة لا يكون إلا بعد تحقق الشروط وانتفاء الموانع، وهي مهمة منوطة بالقضاء وليست لآحاد الناس. والله تعالى أعلم.