نشرة الإفتاء - العدد 45 أضيف بتاريخ: 22-06-2023

التقرير الإحصائي السنوي 2022 أضيف بتاريخ: 29-05-2023

المذهب الشافعي في الأردن أضيف بتاريخ: 23-05-2023

عقيدة المسلم - الطبعة الثالثة أضيف بتاريخ: 09-04-2023

مختصر أحكام الصيام أضيف بتاريخ: 16-03-2023

أثر جودة الخدمات الإلكترونية أضيف بتاريخ: 29-12-2022

مختصر أحكام زكاة الزيتون أضيف بتاريخ: 14-11-2022

نشرة الإفتاء - العدد 44 أضيف بتاريخ: 06-10-2022




جميع منشورات الإفتاء

الترويج للشذوذ الجنسي أضيف بتاريخ: 31-01-2024

أهمية الأمن الفكري أضيف بتاريخ: 09-01-2024

دور الذكاء الاصطناعي أضيف بتاريخ: 06-12-2023

التربية العقلية أضيف بتاريخ: 26-10-2023

سلسة قيم الحضارة في ... أضيف بتاريخ: 10-10-2023

المولد النبوي الشريف نور أشرق ... أضيف بتاريخ: 26-09-2023

النبي الأمي أضيف بتاريخ: 26-09-2023

اقتصاد حلال: موسوعة صناعة حلال أضيف بتاريخ: 05-09-2023




جميع المقالات

مقالات


ثمرة الصيام "تقوى الله تعالى"

الكاتب : مقالات سماحة المفتي العام

أضيف بتاريخ : 01-07-2014



ثمرة الصيام "تقوى الله تعالى"

سماحة المفتي العام عبد الكريم الخصاونة

شهر رمضان المبارك حافل بالخيرات، مليء بالبركات، وصيامه ركن من أركان الإسلام الخمسة، فرضه الله تعالى على المسلمين كما فرضه على الأمم السابقة، قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة /183، فغاية الصيام وثمرته لتكونوا من المتقيين لله، المجتنبين لمحارمه.

والأمر بتقوى الله: هي وصية الله للأولين والآخرين، يقول الله تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) النساء/131.

فمن يعمل بوصية الله فقد فاز ونجح وذلك هو الفوز العظيم, ومن لم يعمل بوصية الله فسوف يخسر ويهلك وذلك هو الخُسران المبين, لذلك يجب أن نتمسك بوصية الله، وأن نَعُضَّ عليها بالنواجذ حتى يدركنا الموت ونحن على تلك الحالة، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) آل عمران/102 أي: اتقوا الله حق تقواه، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "هو أن يُطاع فلا يُعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر".

سئل الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن التقوى التي هي ثمرة الصيام فقال: "هي الخوف من الجليل, والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل".

وقال الإمام الغزالي: "التقوى كنز عظيم, فإن ظفرت به فكم تجد فيه من جوهر, ورزق كريم، وملك عظيم, لأن خيرات الدنيا والآخرة جُمعت فيها".

وقال داود بن نصر الطائي: "ما خرج عبد من ذل المعاصي إلى عز التقوى: إلا أغناه الله بلا مال, وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا جليس".

ولقد بيّن القرآن الكريم فوائد عديدة وكثيرة للتقوى أذكر منها:

أولاً: النجاة من الشدائد, وسهولة الحصول على الرزق من وجه لا يخطر ببال الإنسان ولا يعلمه، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) الطلاق/2-3، فمن يتقِ الله ويراقبه ويقف عند حدوده يجعل له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب.

قال مجاهد: كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما فجاءه رجل فقال: إنه طلق امرأته ثلاثاً، فسكت حتى ظننت أنه رادها إليه, ثم قال: ينطلق أحدكم فيركب احموقته ثم يقول يا ابن عباس! يا ابن عباس!! والله تعالى يقول: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) الطلاق/،2 وإنك لم تتق الله  فلا أجد لك مخرجا, عصيت ربك وبانت منك امرأتك.

وقال المفسرون: الآية عامة، وقد نزلت في عوف بن مالك الأشجعي: أسر المشركون ابنه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه الفاقة، وقال: إن العدو أسر ابني وجزعت أمه، فما تأمرني؟ فقال صلى الله عليه وسلم: اتق الله واصبر وآمرك وإياها أن تستكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ففعل هو وامرأته, فبينا هو في بيته إذا قرع ابنه الباب, ومعه مائة من الإبل غفل عنها العدو فاستقاها فنزلت الآية الكريمة.

ثانيًا: يحفظ الله تعالى الأمة من الأعداء بشرط أن يتحلى أبناؤها بالبر والتقوى. قال الله عز وجل: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) آل عمران/120، فمن يتصف بتقوى الله في أقواله وأعماله لا يضره مكر الأعداء وكيدهم.

ثالثًا: قبول العمل، قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) المائدة/27، فمن اتقى الله ربه وأخلص نيته تقبل الله عمله، قال البيضاوي: "فيه إشارة إلى أن الطاعة لا تقبل إلا من مؤمن متقٍ لله".

رابعًا: محبة الله تعالى ورضوانه، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) التوبة/7، وهذه درجة عالية ومكانة رفيعة للذين يتقون الله تعالى.

خامسًا: أولياء الله وأصفياؤه هم أهل التقوى, وهي زادهم في الدنيا والآخرة لقوله تعالى: (تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) البقرة/197، ومن تزوّد بتقوى الله أعطاهم ما يسرهم في الدارين حيث تبشرهم الملائكة عند الاحتضار برضوان الله ورحمته، وفي الآخرة بجنان النعيم والفوز العظيم، يقول الله تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ.لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) يونس/62 – 64.

سادسًا: التفاضل بين الناس عند الله تعالى يكون بالتقوى لا بالأحساب والأنساب، فمن أراد شرفاً في الدنيا ومنزلة في الآخرة فليتق الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات/13، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ)، وفي الحديث: (النَّاسُ رَجُلَانِ: بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ).

والحمد لله رب العالمين

رقم المقال [ السابق --- التالي ]


اقرأ للكاتب




التعليقات

 

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الدولة

عنوان التعليق *

التعليق *

Captcha
 
 

تنبيه: هذه النافذة غير مخصصة للأسئلة الشرعية، وإنما للتعليق على الموضوع المنشور لتكون محل استفادة واهتمام إدارة الموقع إن شاء الله، وليست للنشر. وأما الأسئلة الشرعية فيسرنا استقبالها في قسم " أرسل سؤالك "، ولذلك نرجو المعذرة من الإخوة الزوار إذا لم يُجَب على أي سؤال شرعي يدخل من نافذة " التعليقات " وذلك لغرض تنظيم العمل. وشكرا