إن رأى سيدنا الشيخ الإمام حجة الإسلام مفتي الأنام أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام رضي الله عنه أن يبين ما جهله بعض العلماء من جوابه رضي الله عنه للسائل له: هل تسقط عن الحاج حقوق الله تعالى وحقوق الآدميين. فأجاب: إن ذلك لا يسقط. فقال المعترض: أما حقوق الآدميين فلا تسقط، وأما حقوق الله تعالى فالله تعالى يغفرها، فإن هذا سد باب رحمة الله تعالى عن العباد، وذلك يؤدي إلى أنه لا يحج أحد، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) رواه البخاري ومسلم، وذكر حديث يوم عرفة وتجاوز الله تعالى فيه عن الذنوب العظام، وأن الله تعالى يسامح عباده في حقوقه بخلاف حقوق العباد، وقال: بدليل أنه أسقط عن العبد الجمعة لكونه في خدمة سيده، وبدليل الحديث المروي أن (الظلم ثلاثة: ظلم لا يغفره الله تعالى، وظلم لا يتركه الله عز وجل، وظلم لا يعبأ الله تعالى به، فأما الظلم الذي لا يغفره الله تعالى فهو الشرك، وأما الظلم الذي لا يتركه الله تعالى فمظالم العباد بعضهم بعضاً، وأما الظلم الذي لا يعبأ الله تعالى به شيئا فظلم العبد بينه وبين ربه عز وجل) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده؟