الفتاوى


هذه الفتوى ننشرها باسم الفقيه الذي أفتى بها في كتبه القديمة لغرض إفادة الباحثين من هذا العمل الموسوعي، ولا تعبر بالضرورة عن ما تعتمده دائرة الإفتاء.

اسم المفتي : الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله (المتوفى سنة 660هـ)

الموضوع : حكم من نسب العشق لله تعالى

رقم الفتوى : 0

التاريخ : 18-05-2011

التصنيف :

نوع الفتوى : من موسوعة الفقهاء السابقين

السؤال :

هل يجوز للإنسان أن يقول: أنا عاشق لله تعالى، وإن الله عاشق، مستنداً إلى ما ذكر في بعض الكتب المنزلة:"إذا نظرت إلى قلب عبدي فرأيت الغالب عليه ذكري، عشقني وعشقته"، وهل يتمشى قول من يقول: لا يجوز أن يسمىَ الله إلا بما سمىَ به نفسه، وأما العشق والخلة فلا يوصف الرب بها، وأي فرق بين العشق والمحبة؟


الجواب :

لا يجوز أن ينسب إلى الله تعالى أنه يعشق ويُعشق؛ لأن العشق فساد في الطبع محيل لما لا وجود له.
قال الأطباء: هو مرض سوداوي وسواس، يجلبه صاحبه إلى نفسه بالفكر في حسن الصور والشمائل، فمن أطلق هذا على محبته لله عُزّر، وإطلاقه على محبة الله إياه أقبح وأعظم، فيعزر تعزيراً أعظم من تعزير من أطلق هذا اللفظ علىَ محبته لربه، إذ لا يوصف الإله إلا بأوصاف الكمال ونعوت الجلال التي ورد استعمالها في الشرع، فقال بعضهم: لا يعبر عن ذاته ولا عن صفاته إلا بما عبر به عنها، وقال آخرون: بل يجوز ذلك إذ لم يثبت المنع في كتاب ولا سنة، ومثال ذلك أن يقول: الله يعرف ويدري، مكان قول: الله يعلم.
والفرق بين العشق والمحبة: أن العشق فساد يخيل أن أوصاف المعشوق فوق ما هي، ولا يتصور مثل هذا في حق الإله الذي يرى الأشياء ويعلمها على ما هي عليه، وكذلك لا يطلق على حب العبد للرب؛ لاستعارة أنه يخيل للعاشق فوق كمال المعشوق، والله لا يفوقه أحد على كماله، فضلاً أن نتخيل أنه فوق كماله. والله أعلم.
"فتاوى العز بن عبد السلام" (رقم/192)



فتاوى أخرى



للاطلاع على منهج الفتوى في دار الإفتاء يرجى زيارة (هذه الصفحة)


حسب التصنيف[ ]
رقم الفتوى[ التالي ]

التعليقات

تنبيه: هذه النافذة غير مخصصة للأسئلة الشرعية، وإنما للتعليق على الموضوع المنشور لتكون محل استفادة واهتمام إدارة الموقع إن شاء الله، وليست للنشر. وأما الأسئلة الشرعية فيسرنا استقبالها في قسم " أرسل سؤالك "، ولذلك نرجو المعذرة من الإخوة الزوار إذا لم يُجَب على أي سؤال شرعي يدخل من نافذة " التعليقات " وذلك لغرض تنظيم العمل. وشكرا


Captcha