مقالات

حول تفجيرات الكنائس

الكاتب : دائرة الإفتاء العام

أضيف بتاريخ : 11-04-2017


بيان حول تفجيرات الكنائس في جمهورية مصر العربية

تلقت دائرة الإفتاء العام في المملكة الأردنية الهاشمية ببالغ الأسى نبأ التفجير الذي وقع في الكنائس في جمهورية مصر العربية الشقيقة والذي ذهب ضحيته عدد من الأبرياء، وإذ نقدم التعزية إلى الحكومة المصرية وأهالي الضحايا فإننا نستنكر هذا العمل الإجرامي الذي لا يصدر عن دين أو عقيدة صحيحة، فقد كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء والولاة من بعدهم بالمحافظة على حياة الآمنين المطمئنين في أماكن عبادتهم وصوامعهم إضافة إلى المحافظة على حياة النساء والأطفال والشيوخ وعدم التعرض لهم، وقد قال الله تعالى: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) [البقرة: 251]، أي: لولا أصحاب العهود والدعوة الصالحة لما تركوا لغير المسلمين بيعاً ولا للرهبان صوامع ولا للمسلمين مساجد، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم يوصي الجيش عند انطلاقه: (وستجدون فيهم رجالاً في الصوامع معتزلين من الناس فلا تعرّضوا لهم) مصنف عبد الرزاق.

إن هذا العمل يستهدف إثارة الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد الذين عاشوا مئات السنين في توافق وتعايش، ويسعى إلى القضاء على أمن وطمأنينة الشعب المصري الشقيق بل على الشعوب الإسلامية كلها، وينشر الرعب والدمار والفساد في الأرض: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) [البقرة: 205] ونحن على ثقة بأن إخواننا في مصر على إدراك تام لما يجري، ولن يتركوا مجالاً لزارعي بذور الفتنة بينهم وسيعينهم الله على إحباط كل محاولات التخريب والإساءة التي يحيكها لهم أصحب الفكر المتطرف الإرهابي الذين لا يفرقون في إجرامهم بين دين أو مذهب أو عقيدة، فيقتلون الناس على مختلف أديانهم ومذاهبهم، ودون تفريق بين مسلم وغيره..

سائلين الله تعالى أن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه،وأن يقيها شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه سميع مجيب. والحمد لله رب العالمين.

رقم المقال [ السابق | التالي ]

اقرأ للكاتب




التعليقات



تنبيه: هذه النافذة غير مخصصة للأسئلة الشرعية، وإنما للتعليق على الموضوع المنشور لتكون محل استفادة واهتمام إدارة الموقع إن شاء الله، وليست للنشر. وأما الأسئلة الشرعية فيسرنا استقبالها في قسم " أرسل سؤالك "، ولذلك نرجو المعذرة من الإخوة الزوار إذا لم يُجَب على أي سؤال شرعي يدخل من نافذة " التعليقات " وذلك لغرض تنظيم العمل. وشكرا


Captcha