15 شوال 1445  ,  24 نيسان 2024

الفتاوى

رقم الفتوى : 236548


السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وجزاكم الله خيرًا سؤالي هو: كيف نوفّق بين وصف عيسى -عليه السلام- في الأحاديث الصحيحة؟ ففي حديث يقول صلى الله عليه وسلم: "وَرَأَيْتُ عِيسَى، فَإِذَا هو رَجُلٌ رَبْعَةٌ أَحْمَرُ" /البخاري 3394/ وفي حديث آخر صحيح يقول صلى الله عليه وسلم: "وأَرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الكَعْبَةِ في المَنَامِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ، كَأَحْسَنِ ما يُرَى مِن أُدْمِ الرِّجَالِ، تَضْرِبُ لِمَّتُهُ بيْنَ مَنْكِبَيْهِ، رَجِلُ الشَّعَرِ، يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً، واضِعًا يَدَيْهِ علَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ وهو يَطُوفُ بالبَيْتِ، فَقُلتُ: مَن هذا؟ فَقالوا: هذا المَسِيحُ ابنُ مَرْيَمَ" /البخاري 3439/ فالأحمر قيل هو الأبيض المشرّب بالحمرة، والآدم هو الأسمر كما في المعاجم فهل من توفيق بينها وجوزيتم خير الجزاء


الجواب :

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله 

الوصفان ثابتان لسيدنا عيسى عليه السلام كما في الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم، والجمع بينهما أن لون بشرته عليه السلام بين الأدمة والسمرة فيصح وصفه بكليهما.

قال ابن حجر رحمه الله في [فتح الباري]: "فَيُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ أُدْمَتُهُ صَافِيَةً وَلَا يُنَافِي أَنْ يُوصَفَ مَعَ ذَلِكَ بِالْحُمْرَةِ لِأَنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأُدْمِ قَدْ تَحْمَرُّ وَجْنَتُهُ".

وقال النووي رحمه الله في [شرح مسلم]: "يجوز أن يتأول الأحمر على الآدم، ولا يكون المراد حقيقة الأدمة والحمرة بل ما قاربها". والله تعالى أعلم




* هذا الجواب ليس لأغراض النشر والإعلام

للاطلاع على منهج الفتوى في دار الإفتاء يرجى زيارة (هذه الصفحة)