الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
يسن للمريض التداوي، فالله عز وجل جعل التداوي سببا للعلاج والشفاء، فإذا أراد ترك التداوي فله ذلك، على أن يكون ذلك من باب التوكل على الله، وليس لكبر أو بسبب اليأس والقنوط.
جاء في "مغني المحتاج" للشربيني رحمه الله (2/ 45): "يسن للمريض التداوي؛ لخبر: (إن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء غير الهرم) قال الترمذي حسن صحيح.
وروى ابن حبان والحاكم عن ابن مسعود: (ما أنزل الله داء إلا وأنزل له دواء جهله من جهله وعلمه من علمه فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر: أي تأكل) وفي رواية (عليكم بالحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام) يريد الموت. قال في المجموع: فإن ترك التداوي توكلا فهو أفضل... ويكره إكراهه أي المريض عليه أي التداوي باستعمال الدواء".
وفي "شرح المقدمة الحضرمية" (1/ 445): "يسن التداوي مع الاعتماد على الله تعالى، والرضا عنه؛ للأمر به، ولجمعه بين فضيلتي: التوكل وتعاطي السبب الذي خلقه الله؛ للتداوي به".
والمسلم يحرص دائماً على الأخذ بالأسباب ومن ثم التوكل على الله تعالى، فإن أصابه المرض يجتهد في البحث عن العلاج ليتقوى على أداء ما عليه من حقوق لله تعالى وحقوق للعباد، عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفى كل خير) رواه مسلم.
وقد يجب الدواء في حالة غلبة الظن بالهلاك إن لم يتناوله المسلم، وذلك بإخبار الطبيب العدل. والله تعالى أعلم.