الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله 

قوة الاقتصاد ركيزة أساسية للوصول إلى الاستقلال الحقيقي وعدم التبعية، كما أنها مطلب أساس لتحقيق السلم والأمن المجتمعي، لذلك كان من أول الأعمال التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قدومه إلى المدينة المنورة إنشاؤه لسوق يَبتاع بها المسلمون، بدلاً من سوق اليهود؛ ليتحرر من هيمنة واحتكار اليهود للتجارة، ومن ثمَّ حثَّ على الزراعة وعلى الأكل من عمل اليد، والتعاون على ذلك تعاونٌ على الخير، يقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].

فينبغي دعم المنتجات الوطنية، والصناعات المحليَّة، والتي من شأنها أن ترفد اقتصاد البلاد وتقويه؛ فذلك أدعى للنهوض بالاقتصاد الوطني، وتشجيع التجار والصنّاع على تحسين منتجاتهم.

هذا؛ وإطلاق المبادرات التي تشجع على المنتج المحلي ليست من الدعوة إلى الفرقة في شيء، وليست من تعطيل المنتجات غير الوطنية كذلك، فالمنتج غير الوطني يُباع ويُسوّق، ولا يعطل، فالترويج للمنتج المحلي لا يعني ذمّ غيره من المنتجات، وتبقى المنافسة هي الأساس.

وعليه؛ فلا بأس من إطلاق المبادرات التي تشجع على المنتج المحلي؛ لما فيها من التعاون على الخير، ولا تعدُّ هذه المبادرات بوجه من الدعوة إلى الفرقة، ولا إلى تعطيل المنتج غير الوطني. والله تعالى أعلم.