الموضوع : هل وقوفي بجانب صديقي السارق لنصحه وتوجيهه حرام؟

رقم الفتوى : 289

التاريخ : 16-08-2009

السؤال :

صديق لي تعرض لأزمة مالية فأخذ مبلغًا من عهدته ليعوض خسارته، فخسرها أيضًا، فسرق مبلغاً أكبر وهرب للخارج، ولسوء حظي قدم إلى الدولة التي أعمل بها، والتقيته مؤنبا حزينًا على فعله، وطلبت منه العودة إلي وطننا وإعادة المبلغ فرفض، ولكنه طمأنني أنه ليس لصا، وأنه سيشغل المبلغ الذي بين يديه ليعوض خسائره، وأنه سيعود للوطن خلال أشهر، ويعيد مال الشركة، فصممت، وجعلت أحدثه دائما لكي أرى ما جرى معه بحكم الصحبة، ولأجل أهله الذين يبكون حرقة عليه، ويطلبون مني عدم التخلي عنه ونصحه، وقد قال الرسول عليه السلام: ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما )، وأنا أعلم أن صديقي هذا ظلم نفسه وأهله والشركة، لكني حاولت الوقوف إلى جانبه لأجل أن أذكره بالعودة وتسليم المبلغ الباقي معه، وعمل تسوية مع الشركة، لكنه مصر على عدم العودة إلا بعد أن يشغل النقود ويعوض خسارته كما قال. حين كنت أجلس معه وكنا نتناول الغداء أحرص على أن أدفع أنا الحساب لكي لا آكل من ماله، لكنه دفع حساب الغداء مرتين بالرغم من رفضي ومعي زميل آخر. للآن هو لم يتقدم بشيء، فهل وقوفي لجانبه بهذا الشكل حرام؟ أم ماذا علي فعله، وماذا أفعل بالمرتين التي دفع فيهما حساب المطعم؟

الجواب :

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله:

النصيحة لك أن تستمر في نصحك لصديقك، وتذكيره بوجوب التوبة والخروج من المظالم، وضرورة المسارعة إلى ذلك، فالأجل قريب، ولا يدري الإنسان في أي لحظة يتوفاه الله، وأي خاتمة سيئة تلك التي يختم للمرء بها وهو سارق آكل لحقوق الناس وأموالهم.

والواجب عليه الاتصال بجميع من أكل أموالهم، والالتزام لهم بها، وطلب الإمهال حتى يسددها جميعا ولو بالتقسيط على مراحل، لعله يجد في قلوبهم شيئا من العفو والصفح والمسامحة، ولعله يوفق بذلك للتوبة النصوح.

وأما الطعام الذي أكلته على حسابه في المطعم، فلا يحل لك ما دمت تجزم أنه اشتراه من المال المسروق، وقد كان الواجب عليك رفض الأكل منه حتى يعلم خطر عمله وعظيم ذنبه، وحتى لا يدخل جوفك شيء من الحرام، أما وقد وقع ذلك فعليك التوبة والاستغفار، والله غفور رحيم.

والله أعلم.