اسم المفتي : الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله (المتوفى سنة 660هـ)

الموضوع : حكم سرد الصوم وأفضل الصيام

رقم الفتوى : 1717

التاريخ : 08-06-2011

السؤال :

ما يقول سيدنا في رجل يطيق الصوم ولا يخاف منه ضررا ولا يضيع حقا، هل هذا أفضل، أم صوم يوم وفطر يوم، فإن كان سرد الصوم أفضل، فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (لا أفضل من ذلك) رواه البخاري ومسلم، وفي اللفظ الآخر: (أفضل الصيام صيام أخي داود كان يصوم يوما ويفطر يوما) رواه البخاري ومسلم.

الجواب :

سرد الصيام لهذا المذكور أفضل من الغب؛ لأن (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) الأنعام/160، و(فمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) الزلزلة/7.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمرو بن العاص: (لا أفضل من ذلك) فمعناه: لا أفضل لك؛ لأنه قال له في الحديث: (فإنك إذا فعلت ذلك نفهت نفسك، وغارت عيناك) رواه البخاري ومسلم.
ولأن أكثر الصحابة رضي الله عنهم ما كانوا يسألون عن أفضل الأعمال إلا ليختاروه لأنفسهم، فكأنه قال: أي الصوم أفضل، وقد سأله سائل أي الأعمال أفضل، فقال: (الجهاد في سبيل الله عز وجل) رواه البخاري ومسلم، وسأله آخر فقال: (الصلاة على وقتها) رواه البخاري ومسلم، لأنه صلى الله عليه وسلم فهم من كل واحد منهم أنه سأل عن أي أعماله أفضل فأجابه عما فهم من قصده، فكأن كل واحد منهم سأل أي الأعمال أفضل في حقي، فأجابه على ما فهم منه.
وهذا لفظ عام ورد في سبب خاص، واقترن به ما يدل على قصره على سببه، وكذلك قوله: (أفضل الصيام صيام أخي داود) رواه البخاري ومسلم، محمول على من سأل: أي غب الصوم وتفريقه أفضل؟ ويجب أن يحمل على ما ذكرته توفيقا بين الأحاديث على حسب الإمكان، مع ما ذكرته من القرائن الدالة على أنهم ما سألوا عن الأفضل إلا ليختاروا لأنفسهم. والله أعلم.
"فتاوى العز بن عبد السلام" (رقم/157)