من آداب الصوم

الكاتب : المفتي يوسف أبو حسين

أضيف بتاريخ : 11-08-2010


 

 

ها هو شهر العطايا الإلهية والمكرمات الربانية قد حلَّ وأقبل, ها هو شهر رمضان الخير والإحسان جاء؛ فما أجمل طلته، وما أبهى حلته! فيه تضاعف الحسنات، وتغفر الخطايا والزلات، وتجاب فيه الدعوات؛ فهو محطة لتنقية النفوس من الصفات الذميمة، وحملها على الطاعة؛ فلا يفوت هذا الشهر على عاقل فطن. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له)رواه الترمذي وأحمد.

وفي هذا المقال نقف وإياكم مع بعض الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها الصائم:

1.الحرص على السحور وتأخيره: لقوله صلى الله عليه وسلم:(تسحروا؛ فإن في السحور بركة)متفق عليه.ولقوله صلى الله عليه وسلم:(السحور بركة؛ فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم ماء؛ فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين)رواه أحمد.

2.كف اللسان عن المحرمات: كالغيبة والنميمة وقول الزور؛ لأن الصوم عبادة شرعت لتهذيب النفوس وتعويدها على الخير؛ فرمضان مدرسة هدفها أن يتخرج منها الصائم تقيّاً، وهذا هو الهدف الأسمى من الصوم. قال تعالى:(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)البقرة/183.وقال صلى الله عليه وسلم:(من لم يدع قول الزور والعمل به؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)رواه البخاري]. وقال أيضاً:(الصيام جنة؛ فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله أو سابه فليقل: إني صائم)رواه البخاري.

3.الإحسان إلى الصائمين وتقديم الفطور لهم: قال صلى الله عليه وسلم:(من فطَّر صائماً فله مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء) رواه الترمذي وأحمد.

4.كثرة الصدقة والجود في شهر الإحسان: فقد كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان. عن ابن عباس قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة" متفق عليه.

5.تلاوة القرآن: فهو شهر القرآن، وفيه أُنزل. قال تعالى:(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس)البقرة/185. فالمسلم يكثر من تلاوة وتدبر آيات القرآن لا سيما في رمضان.

6.الاعتكاف وقيام رمضان وأداء صلاة التراويح: قال صلى الله عليه وسلم:(من قام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غُفر له ما تقدم من ذنبه) [متفق عليه]. (وكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر:أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر) متفق عليه.

7.أداء العمرة في رمضان: فهي مما يتأكد استحبابها في شهر الخير. قال صلى الله عليه وسلم:(عمرة في رمضان تعدل حجة)رواه البخاري.

 

8.تعجيل الفطر: قال صلى الله عليه وسلم:(لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر)متفق عليه.

9.الإعراض عن الجاهلين والسفهاء والعفو:قال صلى الله عليه وسلم:(إذا كان يوم صوم أحدكم؛ فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم)رواه البخاري.

10.استحضار الصائم نعمة الله عليه بالصيام: حيث وفقه له، ويسره عليه، حتى أتم يومه وأكمل شهره، فإن كثيراً من الناس حُرموا الصيام؛ إما بموتهم قبل بلوغه، أو بعجزهم عنه، أو بضلالهم وإعراضهم عن القيام به.