الكوارث الطبيعية

الكاتب : المفتي عبد العزيز العناقرة

أضيف بتاريخ : 16-05-2023


الكوارث الطبيعية بين الابتلاء والعقوبة الإلهية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

 بين حين وآخر يشاء الله عز وجل بقضائه وتقديره وحكمته البالغة، أن تحصل بعض الكوارث الطبيعية والسنن الكونية في مناطق مختلفة من الكرة الأرضية، وعلى إثر هذا، تثور سلسلة من الجدالات والنقاشات حول قضية إيمانية تمس عقيدة المسلم، تتعلق بسبب تقدير الله عز وجل لتلك الكوارث الطبيعية، وما الحكمة منها؟ وهل هي مجرد كوارث طبيعية أرادها الله عز وجل؟ أم هي عقوبة من الله تعالى لبعض عباده على ذنوبهم؟ أم هي ابتلاء واختبار؟ هذه تساؤلات مهمة وشائكة لدى عامة الناس، قد يثيرها بعض المشككين والملحدين للتلبيس عليهم، وإثارة الشكوك في إيمانهم، هذا من جانب، أما من جانب آخر؛ فقد يستعمل بعض المتصدرين للدعوة النصوص الشرعية في هذا الموضوع على صورة غير مناسبة تسبب النفور من الدين والإيمان، فيكون الطرفان قد اشتركا في كونهما معول هدم في بناء إيمان المسلم، على التضاد التام بينهما! وفي هذا المقال محاولة جادة للإجابة على هذه الإشكالات، بتأصيل شرعي ينسجم مع العقيدة السنية الصحيحة، التي ارتضاها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لنا، مما يبرد القلب ويطمئن النفس ويعيد الرسوخ والثبات إلى الإيمان، وبالله التوفيق.

أولاً: في معنى الابتلاء والعقوبة والمصيبة، والعلاقة بين هذه الألفاظ.

المصيبة مختصة بالشر، وفي الحديث: (مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ)([1])، "أي ابتلاه بالمصائب ليثيبه عليها، وهو الأمر المكروه ينزل بالإنسان"([2])، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عَجَبًا ‌لِأَمْرِ ‌الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)([3])، والمعني هنا في هذا الموضوع، هو إصابة الضراء وهي المصيبة، دون إصابة السراء، وأما البلاء والابتلاء من "بلي الإنسان وابتُليَ، وهذا من الامتحان، ويكون البلاء في الخير والشر، والله تعالى يُبْلِي العبد بلاءً حسناً وبلاءً سيئاً"([4])، قال سبحانه وتعالى: {كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ ‌وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ} [الأنبياء: 35]، وأما العقوبة، من العقب، وهي تدل على "تأخير شيء وإتيانه بعد غيره، وإنما سميت عقوبة؛ لأنها تكون آخراً وثاني الذنب"([5])، "والعقوبة والمعاقبة والعقاب يختص بالعذاب"([6]).

ثانياً: في أسباب وقوع الكوارث الطبيعية.

إن المسلم يعلم يقيناً أن الكوارث الطبيعية والسنن الكونية، لا تحصل إلا بتقدير الله سبحانه وتعالى وإرادته وقدرته، لكنه لا يجزم يقيناً السبب الذي لأجله قدر الله سبحانه وقوعها، كأن يجزم بكون هذه الكوارث عقوبة من الله عز وجل لعباده على ذنوبهم، إلا بالخبر الشرعي الصحيح سواء من القرآن الكريم أو من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ لكن النصوص الشرعية متضافرة وكثيرة على أن هناك علاقة بين ذنوب الأمم والعباد وبين الكوارث الطبيعية، فمن ذلك قوله تعالى: {وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّآ أَخَذۡنَآ أَهۡلَهَا بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ ‌يَضَّرَّعُونَ* ثُمَّ بَدَّلۡنَا مَكَانَ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلۡحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدۡ مَسَّ ءَابَآءَنَا ٱلضَّرَّآءُ وَٱلسَّرَّآءُ فَأَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ* ‌وَلَوۡ ‌أَنَّ ‌أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَفَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذۡنَٰهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ* أَفَأَمِنَ أَهۡلُ ٱلۡقُرَىٰٓ أَن يَأۡتِيَهُم بَأۡسُنَا بَيَٰتٗا وَهُمۡ نَآئِمُونَ* أَوَأَمِنَ أَهۡلُ ٱلۡقُرَىٰٓ أَن يَأۡتِيَهُم بَأۡسُنَا ضُحٗى وَهُمۡ يَلۡعَبُونَ* أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ* أَوَلَمۡ يَهۡدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَآ أَن لَّوۡ نَشَآءُ أَصَبۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ} [الأعراف: 94-100]، قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله: "اعلم أنه تعالى لما بين في الآية الأولى أن الذين عصوا وتمردوا أخذهم الله بغتة، بين في هذه الآية أنهم لو أطاعوا لفتح الله عليهم أبواب الخيرات، وقوله: ولكن كذبوا يعني الرسل فأخذناهم بالجدوبة والقحط بما كانوا يكسبون من الكفر والمعصية، ثم إنه تعالى أعاد التهديد بعذاب الاستئصال فقال: أفأمن أهل القرى، وهو استفهام بمعنى الإنكار عليهم، والمقصود أنه تعالى خوفهم بنزول ذلك العذاب عليهم في الوقت الذي يكونون فيه في غاية الغفلة، وهو حال النوم بالليل، وحال الضحى بالنهار؛ لأنه الوقت الذي يغلب على المرء التشاغل باللذات فيه"([7])، ومنها قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ ‌لِيُهۡلِكَ ‌ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمٖ وَأَهۡلُهَا مُصۡلِحُونَ} [هود: 117]، وفي تفسيرها قال الإمام الرازي: "المعنى أنه تعالى لا يهلك أهل القرى بمجرد كونهم مشركين إذا كانوا مصلحين في المعاملات فيما بينهم، والحاصل أن عذاب الاستئصال لا ينزل لأجل كون القوم معتقدين للشرك والكفر، بل إنما ينزل ذلك العذاب إذا أساؤا في المعاملات وسعوا في الإيذاء والظلم، ولهذا قال الفقهاء إن حقوق الله تعالى مبناها على المسامحة والمساهلة، وحقوق العباد مبناها على الضيق والشح، ويقال في الأثر: المُلكُ يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم"([8])، وأما الأحاديث؛ فمنها: قوله عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ ‌اللهَ ‌لَا ‌يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ، حَتَّى يَرَوْا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ فَلَا يُنْكِرُوهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، عَذَّبَ اللهُ الْخَاصَّةَ وَالْعَامَّةَ)([9])، وحديث أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها لما سألت النبي فقالت: يا رسول الله، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: (نَعَمْ، إِذَا ‌كَثُرَ ‌الخبث)([10]) رواه البخاري، وكذا في الحديث أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما خطب الناس، قال: يا أيها الناسُ، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ‌ضَلَّ ‌إِذَا ‌اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة:105]، وإنا سمعنا النبيَّ صلَّى الله عليه وسلم يقول: (إنّ الناس إذا رأوا الظالمَ فلم يأخذوا على يدَيه أوشك أن يعُمَّهم الله بعقاب)([11])، فثبت مما سبق وجود علاقة بين الذنوب والكوارث الطبيعية، بالخبر الصادق عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، مع عدم وجود المعارض العقلي فيه من حيث إمكان وجوده.

ومع اعتبار ما سبق، فمجرد حصول الكوارث الطبيعية لا يلزم منه إرادة الله لعقاب من نزل بهم، فقد تكون هذه الكوارث ابتلاءً للعباد تكفيراً لخطاياهم ورفعة لدرجاتهم، يقول الله تعالى: {كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ ‌وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ} [الأنبياء: 35]، ويقول سبحانه: {وَقَطَّعۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أُمَمٗاۖ مِّنۡهُمُ ٱلصَّٰلِحُونَ وَمِنۡهُمۡ دُونَ ذَٰلِكَۖ ‌وَبَلَوۡنَٰهُم بِٱلۡحَسَنَٰتِ وَٱلسَّيِّـَٔاتِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} [الأعراف: 168]، وفي الحديث عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: (الْأَنْبِيَاءُ ‌ثُمَّ ‌الْأَمْثَلُ ‌فَالْأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْباً اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ)([12])، وقد تكون هذه الكوارث عقوبة بسبب ذنوبهم كما تقدم، وقد تكون لا هذا ولا ذاك، وإنما مصائب يقدرها الله عز وجل، تكون بالنسبة لمن أصيب بها شر، وفي بواطنها خير له ولغيره، يقول عليه الصلاة والسلام: (عَجِبْتُ ‌لِأَمْرِ ‌الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، إِنْ أَصَابَهُ مَا يُحِبُّ، حَمِدَ اللهَ وَكَانَ لَهُ خَيْرٌ، وَإِنْ أَصَابَهُ مَا يَكْرَهُ فَصَبَرَ، كَانَ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ أَمْرُهُ كُلُّهُ لَهُ خَيْرٌ إِلَّا الْمُؤْمِنُ)([13]) رواه أحمد، وقد تكون الكارثة الكونية ذاتها لبعض العباد الذين وقعت عليهم ابتلاءً واختباراً، ولبعضهم عقوبة على ذنب، ولبعضهم رفعة في الدرجات والمنازل عند الله، وتكون لغير المكلفين مصيبة، فهم ليسوا أهلاً للتكليف حتى يبتليهم الله عز وجل ويمحصهم، أو ينزل عليهم العذاب في الدنيا لأجل ذنب، والشر قد يصيب المخلوقات في الدنيا دون أي ذنب اقترفته، لأن الدنيا ليست دار جزاء لا دار عدل كالآخرة، بل هي دار ابتلاءٍ واختبارٍ وكدٍ وتعبٍ ومشقةٍ ودفعِ الناس بعضهم ببعض.

ثالثاً: كيف يتعامل الواعظ مع الكوارث الكونية؟

إن الواعظ والمرشد الديني سواء في دروسه وخطبه أو على تغريداته في مواقع التواصل الاجتماعي، لابد له أن يكون واعياً مدركاً لتبعات كلامه في دين الله عز وجل؛ فإذا وقعت كارثة كونية في بلد مسلم ما، بعيدا عنه لا ينبغي له أن تكون موعظته تشتمل على اتهام صريح أو ضمني في دين الناس ومعاملاتهم، بل لا ينبغي له الجزم بكون ما وقع عقوبة لهم على معاصيهم وذنوبهم وبعدهم عن الدين، فيرهقهم فوق ما هم فيه من الابتلاء والمصاب، بل الواعظ عليه في هذا المقام بدلاً من هذا التصرف أن يحث الناس على الشعور معهم والدعاء لهم بالرحمة ورفع البلاء والمصيبة عنهم، يقول عليه الصلاة والسلام: (‌مَثَلُ ‌الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)([14])، ثم بعد ذلك يخوفهم ويذكرهم بمظاهر قدرة الله عز وجل في مخلوقاته العظيمة كالزلازل والبرق والرعد والريح الشديدة، والله عز وجل خوف عباده في كثير من الآيات، منها قوله عز وجل: {قُلۡ ‌هُوَ ‌ٱلۡقَادِرُ عَلَىٰٓ أَن يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابٗا مِّن فَوۡقِكُمۡ أَوۡ مِن تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ شِيَعٗا وَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَفۡقَهُونَ} [الأنعام: 65]، وقال سبحانه: {ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ* أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ كَيۡفَ نَذِيرِ} [الملك: 16-17]، وفي الحديث عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: كَانَ إِذَا رَأَى غَيْماً، أَوْ رِيحاً، عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، النَّاسُ إِذَا رَأَوْا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ، عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ ‍‍ قَالَتْ: فَقَالَ: (يَا عَائِشَةُ، مَا يُؤْمِنِّي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ، قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ، فَقَالُوا: هَذَا ‌عَارِضٌ ‌مُمْطِرُنَا)([15])، وهذا التذكير لابد أن يكون من غير تعرض إلى إخواننا المسلمين بالإساءة في أي مكان، فهذا من حسن الأسلوب والأدب في الطرح والوعظ، فلابد للواعظ أن يخاطب الناس بالعقل، والحكمة وحسن الفهم والتصور لنصوص الشريعة الإسلامية، مقتدياً بذلك بأئمة الدين من أهل السنة الذين ارتضاهم الله عز وجل ووضع لهم القبول بين الناس، يقول سبحانه وتعالى: {ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ ‌وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ} [النحل: 125]، والأمر مداره حول ذلك، وإلا أفسد الواعظ ولم يصلح. والله المستعان وهو أعلى وأعلم.

 


([1]) البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، دار طوق النجاة، ط1، 1422هـ، تحقيق محمد زهير، حديث رقم (5645).

([2]) ابن منظور، جمال الدين، لسان العرب، دار صادر – بيروت، ط3، 1414هـ، (1/535).

([3]) النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، دار إحياء التراث العربي – بيروت، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، حديث رقم (2999).

([4]) ابن فارس، أحمد، مقاييس اللغة، دار الفكر، 1399هـ - 1979م، (1/293).

([5]) ابن فارس، أحمد، مقاييس اللغة، (4/78).

([6]) الراغب الأصفهاني، الحسين بن محمد، مفردات ألفاظ القرآن الكريم، دار القلم – بيروت، ط1، 1412هـ، (ص/575).

 ([7])الفخر الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير المعروف بمفاتيح الغيب، دار إحياء التراث العربي – بيروت، ط3، 1420هـ، (14/321).

([8])  الفخر الرازي، التفسير الكبير المعروف بمفاتيح الغيب، (18/410).

([9])  أحمد بن حنبل، مسند أحمد، مؤسسة الرسالة، ط1، 1421هـ - 2001م، تحقيق شعيب الأرنؤوط، حديث رقم (17720).

([10])  البخاري، صحيح البخاري، حديث رقم (3346).

([11])  أبو داود، سليمان بن الأشعث، سنن أبي داوود، المكتبة العصرية – بيروت، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، حديث رقم (4338).

([12])  الترمذي، محمد بن عيسى، سنن الترمذي، مكتبة مصطفى البابي الحلبي – مصر، ط2، 1395هـ - 1975م، حديث رقم (2398).

([13])  أحمد بن حنبل، مسند أحمد، حديث رقم (23930).

([14])  النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، حديث رقم (2586).

([15])  أحمد بن حنبل، مسند أحمد، حديث رقم (24369).