مفتي عام المملكة.. بدون زَعَل.. إلى متى؟

الكاتب : محمود الدباس

أضيف بتاريخ : 13-10-2022


حتى أختصر الموضوع وبدون مقدمات، فمع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت أدوات التكنولوجيا من قص ولصق وفبركة متاحة للجميع، واستغلها البعض استغلالا سلبيا، اختلط علينا الأمر، وأصبحنا لا نفرق بين الصدق والكذب، وبين الصحيح والمفبرك.

انتشر الكثير من مقاطع الفيديو لعلماء ومسؤولين وحتى مواطنين عاديين فيها الكثير من الأمور غير الاعتيادية والمتوقعة منهم، وانتشرت بشكل سريع بين أوساط الناس، وكم من التهكم والسباب والغضب توشحت به صفحات التواصل الاجتماعي كردة فعل على ما شاهدوه من تلك الشخصيات، وبجهد ليس بالكبير يستطيع الواحد منا أن يكتشف حجم التجني على أصحاب تلك المقاطع، وكيف تم اللعب في محتواها لتثير الناس على صاحبها، تطور الوضع من الاجتزاء أو التقديم والتأخير في الكلام إلى تغييره وتحريفه، وإن كان السابق من الفعل والتلاعب كارثي، فهذا الفعل والله إنه لطامة كبرى، وينطبق عليهم قوله عز وجل: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ } [النساء: 46]، فيغيرون ويتلاعبون في الكلام ليتغير معناه، وماذا سيجنون من ورائه، لا شيء سوى الخزي والذل والعقاب يوم القيامة لقاء جمع بعض الإعجابات والمشاهدات.

 قبل عدة أيام ظهر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي وضجت به الصفحات، وتهكم الكثيرون على خبر مفاده أن سماحة مفتي عام المملكة قال: "غالبية المواطنين مديونين"، وللأسف الشديد أن بعض المواقع المسجلة رسميا تناقلت المنشور دون تحقق، وفي الواقع أن سماحته قال عبر شاشة التلفزيون الأردني وقبل عدة أشهر: "معظم المواطنين متدينين"، وفي موقف آخر عندما سُئل سماحته عن حكم العدسات الملونة، أجاب بأنها إذا كانت للعلاج فلا شيء فيها، وإن كانت لتغيير لون العيون دون علاج فهي حرام، وللأسف تم نشر الخبر كالتالي: "مفتي المملكة يحرم وضع عدسات العيون للإناث".

أي تحريف للكلم عن موضعه هذا؟!.. وأي استخفاف بالعقول؟!.. وأي سذاجة وصلنا إليها لنصدق كل ما يصل إلينا؟!.. وأي كسل وصلناه حتى لا نتحقق من أي منشور يبدو أنه غير صحيح أو غير مألوف؟!..

وعَوداً الى عنوان المقال فإنني أقول لسماحة الشيخ الجليل عبدالكريم الخصاونة مفتي عام المملكة: بدون زعل، إلى متى ستبقى تسامح من يسيء اليك؟!.. إلى متى ستبقى تترك أمثال هؤلاء دون أن ترفع عليهم أية دعوى؟!.. إلى متى ستبقى تتعامل مع أمثالهم بمبدأ التجاهل مع الجاهل، وهم يا سيدي ليسوا جهلة، وإنما هم ماكرون حاقدون، إلى متى ستبقى لا تطالبهم بالاعتذار بشكل علني وعلى نفس الصفحات التي يبثون منها سمومهم؟!

سماحة الشيخ الجليل، هؤلاء في تصرفاتهم لا يسيئون لشخصك الكريم فقط، وإنما هم يسيئون لهيبة الشيوخ الأجلاء أصحاب الفكر الوسطي السليم، والوقوف ضدهم وتعريتهم للناس هو واجب على كل من يستطيع ذلك، فالخطر عظيم على الدين من أمثالهم، وتركهم سيزيد من نشر سمومهم، وبالتالي تشكيكنا بكل من هو صالح ويعمل لأجل الدين والوطن.

حفظكم الله سماحة أبا عماد.. وحفظ الله الأردن وكل الأردنيين الشرفاء.