مهارات تربية الأولاد

الكاتب : المفتي الدكتور أحمد الحراسيس

أضيف بتاريخ : 31-08-2022


التدريب على مهارات تربية الأولاد

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) ومن هنا جاء واجب الوالدين في رعاية وتربية الأبناء.

واليوم قد زادت الحاجة لتدريب الوالدين على مهارات التربية الوالدية للقيام بمهمة صناعة الجيل المتكامل والمتوازن جسدا وعقلا وروحا، فالتربية التقليدية ومحاكاة تربية من سبقنا من الآباء والأمهات لم تعد مناسبة لهذا الزمن وهذا الجيل؛ وذلك لما طرأ على المجتمع من تحولات وتغيرات على شتى الصعد، وهذه التغيرات أثرت في تركيبة الأسرة وفي أنماط التربية، فظهرت الحيرة عند الوالدين بين استجرار ومحاكاة الأسلوب المتسلط المتشدد في التربية وبين الأسلوب الحديث في التفهم للحاجات والرغبات.

ولا بد من الاعتراف بأن غالب جيل اليوم يدركون حقوقهم تماما، ولا يؤمنون كثيرا بالأسلوب القديم في التعامل معهم، كل هذه التغيرات وتحدي الانفتاح وثورة المعلومات يفرض على الوالدين تغيير أسلوب التعامل التربوي مع أطفالهم بما يحقق الهدف المطلوب.

وأذكر هنا بعض المهارات الوالدية التي ينبغي معرفتها وتفعيلها في الإدارة التربوية:

1. تعلم مراحل نمو الطفل وسلوكه في تلك المراحل واحتياجاته.

2. اعتبار تحفيز الأطفال وتشجيعهم سلوكا حياتيا ظاهرا.

3. تعلم طرق تتسم بالفعالية والإيجابية للتعامل مع السلوك الخاطئ للأبناء.

4. استخدام طرق اتصال فاعلة مع الأبناء.

إن العاملين اليوم في مجال التربية يدركون كل هذه التغيرات؛ لذا كان لزاما التعامل مع الأساليب التربوية الحديثة، وقد قيل: "علموا أولادكم لزمان غير زمانكم"، فتغير الزمن والأحداث والمستجدات وتغير الجيل يحتم على المربين المرونة في التعامل مع الأبناء، قيل أيضا: "الناس أشبه بزمانهم من آبائهم" أي أن الإنسان ابن زمانه يتفاعل مع معطياته وبيئته، فهذه الأقوال تؤكد على المعاني السابقة.

وهنا قد يتساءل البعض هل هذا المعنى من مواكبة التغير والتطور يعني ترك الثوابت والانسياق وراء الجديد؟ والجواب يحتاج إلى بيان أن القضايا منها ما هو ثابت ومنها ما هو متغير، وحديثنا فيما سبق عن المرونة في التعاطي مع المتغير، أي الخاضع للعادات والتقاليد والأزمنة والأمكنة والذي لا يتعارض مع الثوابت الدينية والمجتمعية؛ لذا قال فقهاؤنا: "لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان"، أما الثوابت كقضايا الإيمان والأخلاق والعادات المستمدة من الشريعة فهذه مما لا يتغير، بل يجب التركيز عليها في مجال التربية كأسس راسخة وقضايا ثابتة لا تخضع للمساومة أو التغيير.