حول فتوى تقديم الطعام في رمضان

الكاتب : دائرة الإفتاء العام

أضيف بتاريخ : 21-06-2017


تنويه حول خطأ إخراج فتوى تقديم الطعام في نهار رمضان عن سياقها

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد

فإن دائرة الإفتاء العام تنوه لعموم المتابعين بضرورة مراعاة سياق الفتوى، ومعرضها، وعدم إخراجها عن ظرفها، ولا منحها صفة العموم فيما لم تقصده من قريب أو من بعيد. وخاصة في الإجابات التي ترسل إلى السائل عبر إيميله الشخصي، فهي لا تتصف بالإطلاق والعموم، وإنما تقع جوابا على حالة محددة وظرف معين.

وقد كانت دائرة الإفتاء العام أجابت أحد السائلين عن عمل الصائم "فطورا أو غداء أو قهوة لشخص مفطر .. ويكون مجبرا بحكم مديره في العمل الذي يطلب منه ذلك" – بحسب نص السؤال -.

فكان الجواب بمنع هذه الإعانة؛ لأن المسلم لا يعين المسلم على تعديه بالفطر في رمضان، إلا إن كان معذورا بمرض أو سفر ونحوه.

وجاء في نص الجواب: "فيحرم عليك تقديم القهوة والشاي في نهار رمضان لمن يعصي الله بانتهاك حرمة رمضان ولا عذر له؛ لأن ذلك إعانة له على الحرام، وقد قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة/2"

ولكن سرعان ما تناقل بعض الناس هذا الكلام على غير وجهه، وقالوا إن دائرة الإفتاء تمنع المعذورين وغير المسلمين من تناول الطعام في نهار رمضان!

الأمر الذي استدعى منا التوضيح، وبيان أن فتوى المنع تحدثت عن من أفطر من المسلمين بغير عذر، ولم تشدد الخطاب على من عذره الله، كما لم تعتد على خصوصيات الأديان، ولم تخاطب غير المسلمين.

إن مسؤولية الفتوى تحتم على الجميع مراعاة أمانة النقل، وحسن التعقل، ودقة التعبير، وإذا وقع لبس أو إشكال فدائرة الإفتاء مستعدة دائما للتوضيح. يقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]