معركة الإفتاء على الإنترنت

الكاتب : دومينيك كاسكياني

أضيف بتاريخ : 13-05-2015


 

معركة الإفتاء على شبكة الإنترنت

 

تقرير لموقع BBC

 

هناك مؤسسة دينية تتمتع بثقة على المستوى العالمي ودور في مجال التعليم على مدى 1400 سنة من جهة، وتنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية الذي يقدم جرعات يومية من مقاطع الفيديو الدعائية يغرق بها شبكة الإنترنت من جهة أخرى. فهل لدى رجال الدين التقليديين ما يمكنهم من الوصول للعامة في ظل هذه الحرب الثقافية الرقمية؟

وحتى لو واصل جميع رجال الدين المسلمين التغريد على موقع تويتر ضد تنظيم الدولة الإسلامية، فإن شباب المسلمين سيديرون ظهورهم لهم ويواصلون قراءة ما ينشره تنظيم الدولة الإسلامية. لكن شيوخ الإفتاء في الأردن بدأوا، شيئا فشيئا، دخول هذه المعركة الإلكترونية.

في وقت سابق من العام الجاري، نشر تنظيم الدولة الإسلامية مقطع فيديو يظهر مقاتلي التنظيم وهم يحرقون الطيار الأردني معاذ الكساسبة ردا على دور الأردن في الهجمات الجوية الدولية على التنظيم.

وبعد ذلك، نشر التنظيم تعليقات تزعم أن هناك مبررا دينيا لعملية القتل، واستفزوا كل من قال غير ذلك.

سألت مفتي الأردن، عبد الكريم الخصاونة، عما يقوم به هو وهيئته لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية على الإنترنت.

وفي ضوء التواجد القوي لتنظيم الدولة الإسلامية على شبكة الانترنت، فهل الخطب في المساجد كافية لدحر هذا الفكر المتطرف؟

يقول الخصاونة: "لكي نكون واقعيين، اكتسب تنظيم الدولة الإسلامية قدرا كبيرا من الخبرة فيما يتعلق بالتعامل مع الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي. لا أعتقد أن دار الإفتاء يمكنها القيام بهذه المهمة بمفردها."

واستخدم تنظيم الدولة الإسلامية نحو 46,000 حسابا على موقع تويتر. وسألت المفتي عما إذا كان يتواجد على شبكة الانترنت أم لا؟

ورد قائلا: "جيل الشباب لديه طاقة أكبر من كبار السن للقيام بذلك".

لكن بعد ذلك أراني الفريق الذي يعمل مع المفتي شيئا مثيرا للإعجاب.

ففوق مكتب المفتي بعدة طوابق توجد إدارة الكترونية كبيرة يعمل بها رجال دين شباب بقيادة جميل أبو سارة.

ومثل رئيسه في الطابق السفلي، كان أبو سارة يرتدي ثوبا دينيا وقبعة طويلة، لكنه كان أصغر سنا ويعبث بهاتفه الذكي.

وقال أبو سارة: "نحن نتواصل مع المستمعين من خلال وسائل إعلامية مختلفة مثل فيسبوك وتويتر وغيرها."

وأضاف: "هذه هي الوسائل التي يتواصل بها العالم اليوم. عندما كنا نريد نشر فتوى معينة قبل سنوات عديدة كنا نطبع 2000 نسخة وننشرها بين الناس، لكن الآن يمكننا الوصول إلى 100,000 شخص. ولنا جمهور الآن في جميع أنحاء العالم، ولذا نترجم هذه الفتاوى إلى لغات أخرى، وبدأنا باللغة الإنجليزية."

وأدت هذه الاستراتيجية الرقمية إلى إنشاء موقع الكتروني يروج لفتوى تندد بتنظيم الدولة الإسلامية.

وهناك خطط للتوسع والتواجد في جميع منصات وسائل الإعلام الاجتماعية الأكثر شعبية – ويسعى الفريق لأن يكون "متاحا" على شبكة الانترنت على مدار 24 ساعة في اليوم.

يقول أبو سارة إنه نجح في إقناع بعض المتطرفين المحتملين من الشباب بالتفكير مرة أخرى، لكن الموارد الحالية أقل كثيرا بالمقارنة مع خصومه في تنظيم الدولة الإسلامية.

وعندما رصد أنصار التنظيم جهود شيوخ الإفتاء في الأردن، بدأوا في مهاجمة الموقع ونشروا رسائل تهدف إلى تقويضهم بسبب دورهم الرسمي في الدولة الأردنية.

قال أبو سارة: "عندما قتلوا الطيار، كتبوا تعليقات تفيد بأن تعذيبه وحرقه حيا لا يخالف الشريعة. أعطيناهم إجابات واضحة وكانوا على اتصال لعدة أيام."

وأضاف: "الآن، لا ننتظر منهم أن يأتوا ويزوروا موقعنا، وبدلا من ذلك نزور نحن مواقعهم وحساباتهم على الانترنت وسنخاطبهم بلغة الإسلام الحقيقي."

ولم يكن شيوخ الإفتاء الأردنيون على شبكة الانترنت أول من يتحدثوا في هذا الأمر.

فخلال العام الماضي، نظمت المملكة العربية السعودية حملة مناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية يتضمن 40 قناة تليفزيونية، وشارك العلماء في برامج وردوا على أسئلة عبر الهاتف وتفاعلوا مع المغردين على موقع تويتر.

وفي اليوم التالي لانطلاق الحملة، نشر تنظيم الدولة واحدا من أكثر مقاطع الفيديو دموية حتى الآن، وهو الفيديو الذي انتشر بسرعة كبيرة على شبكة الانترنت.

وهناك بعض الجهود التي تبذل في الغرب أيضا في هذا الصدد، إذ تنشر مجموعة "أئمة على الانترنت" بقيادة بريطانيا رسائل مناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية بانتظام. وأطلقت أيضا مجلة رقمية لامعة باسم "الحقيقة" لمواجهة ما ينشره تنظيم الدولة الإسلامية.

لقراءة المقال من موقعه الأصلي (من هنا)