بيان صادر عن دائرة الإفتاء العام بمناسبة عيد الفطر المبارك

الكاتب : دائرة الإفتاء العام

أضيف بتاريخ : 29-08-2011


 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين..

أيها المسلمون والمسلمات في كل مكان..

نهنئكم بعيدِ الفطرِ المبارك، ونسْألُ الله تعالى أنْ يتقبلَ منا ومنك الصيام والقيام، وأن يجعلنا وإياكم من عتقاء شهر رمضان، بعد أَنْ أدَّيتم فريضة الصيام، وجاهدتم فيه أنفسكم، وأحْسَنتُمْ وفادتَه، واحْتَفيتُم به صوماً في النهار، وقياماً بالليل، وتلاوة للقرآن.

فاليومَ نودع هذا الشهرَ الكريم، شَهْر الخير والبر والإحسان.

لقد كان شهر رمضان شاهِداً على ما كان مِنَّا، فَمَنْ أدَّى العبادات وقدَّمَ الصَّدقات، وواصَلَ الطاعَاَتِ؛ فذلك بفضْلِ الله وتوفيقهِ (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يونس/58.

والمسلمُ يَفْرَحُ في يوم العيد بعد أن وفقه الله تعالى ويسَّر له صيام شهر رمضان، وخرج منه طاهراً نقياً من الذنوب، وبما أعطاه الله من نِعَمِهِ التي لا تُحصى ولا تُعد. قال الله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) البقرة/185.

وقال صلى الله عليه وسلم: (للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطرَ فرِح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه).

فالعيد في الإسلام يومُ فرحٍ وسرورٍ؛ لأنَّ المسلم يؤدي فيه ركناً من أركانِ الإسلام.

ونذكر المسلمين في هذه المناسبة المباركة بتصفية القلوب من أمراضها، وإزالة الشحناء والبغضاء من النفوس، وصلة الأرحام، وإدخال الفرح والسرور على المحتاجين والمساكين والمرضى والمعوزين؛ لأن الإسلام حث على ذلك ووعد صاحبه بالأجر العظيم والثواب الجزيل. وشُكْرُ النعمة ينبغي أنْ يكونَ عِرفاناً بفضلِ المُنْعِمِ المُتَفَضِّل، واستدامةً لمرضاتهِ، واسْتدراراً لإحسانهِ وإنعامِه (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) إبراهيم/7.

وفي هذه المناسبة المباركة تتقدم أسرة دائرة الإفتاء العام بأطيب التهاني لصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين يحفظه الله ويرعاه ولولي عهده الأمين ولجميع الأسرة الهاشمية الماجدة وللأمتين العربية والإسلامية، سائلين الله تعالى أن يجعله عيد خير وبركة، وأن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.

كما نسأله تعالى أن يفرج الكروب والهموم والأحزان عن المسلمين، وأن يحقق آمالهم، وأن يزيل آلامهم، وأن يحفظهم من المحن والزلازل والكوارث والفتن، ما ظهر منها وما بطن، تقبل الله طاعاتكم، وكل عام وأنتم بخير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته