فتاوى بحثية

اسم المفتي : لجنة الإفتاء ومراجعة سماحة المفتي العام الدكتور نوح علي سلمان
الموضوع : كيف تتوب من ذنبها؟
رقم الفتوى: 484
التاريخ : 02-02-2010
التصنيف: المنجيات والبر والصلة
نوع الفتوى: بحثية



السؤال:

أنا امرأة عشت فترات من انعدام التوازن في حياتي، أخطأت وابتعدت عن الله وإن كنت في داخلي قريبة منه جدا، وأرجو عفوه ورضاه، أنا الحمد لله تجاوزت مرحلة الاضطراب تلك، وأريد أن أسأل: لست أستطيع أن أكون مع الله تماما دون أن أعرف كيف أكفر عن كل ذنب أذنبته، كيف أكفر عن كل الصلوات التي فاتتني، كانت عندي عادة جدا سيئة وهي الحلفان، أي إنني كلما قررت أن ألزم نفسي بعمل شيء أقسم أن أفعله، ثم تخونني إرادتي ولا أفعل، ولا أستطيع معرفة عدد مرات حنثي بيميني، ولا حتى بالتقريب، فهل تكفيني كفارة واحدة، أم ماذا أفعل بالضبط، ومن ذنوبي أن الله أعطاني زوجا عنده مشكلة مع النساء وصلت حد العلاقات غير الشرعية، وكنت أتعذب معه كثيرا، وأشكو لأختي وصديقتين لي أفعاله، ولكني فجأة أحسست بحرمة ما أفعل من حيث كشف ستره، وأخشى أن يعاقبني الله بالمثل، وسؤالي كيف أكفر عن هذا الذنب، هل بمدحه أمامهن، والادعاء بأنه ترك كل تلك الأفعال، وأنه التزم دينيا رغم أنه لم يفعل؟ أم ماذا؟


الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله.
أولاً: التكفير عن الذنوب يكون بالتوبة، والتوبة بابها مفتوح لكل أحد، والله سبحانه يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، وقد رغّبنا عز وجل بالتوبة في آيات كثيرة، منها قوله سبحانه: (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) الزمر/53.
ولقبول التوبة من الذنوب شروط، هي: الإقلاع عن المعصية تمامًا، والعزم على عدم العودة، والندم عليها، وإذا كانت المعصية تتعلق بحق إنسان كأكل ماله ظلماً، فلا بدّ من الخروج من هذه المظلمة، إما برد المال، أو استرضاء المظلوم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَحَدٍ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَىْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ) متفق عليه.
ثانياً: بخصوص الصلوات التي فاتتك: فإنه يلزمك قضاؤها، وأيسر طريقة لتحقيق ذلك أن تصلي مع كل فرض تؤدينه فرضاً آخر من الصلوات التي فاتتك، وإن زدتِ فهو خير.
ثالثاً: أما بخصوص الأيمان التي حلفتها، فإذا كانت أيماناً مختلفة على أشياء مختلفة، فيجب عليك أن تتحري عددها، وإذا شككت فخذي بالأحوط، أي إذا شككت سبعة أيمان أم ستة، فاعتبريها سبعة، وأخرجي عن كل يمين كفارة مستقلة.
رابعاً: توبتك من غيبة زوجك تكون بأن تستغفري له، وأن تذكري ما فيه من خير أمام أختك وصديقتيك.
ومهما يكن من أمر فإن التوبة الصادقة والالتجاء إلى الله في تكفير السيئات هو سبب النجاة، فتمسكوا به. والله أعلم.



للاطلاع على منهج الفتوى في دار الإفتاء يرجى زيارة (هذه الصفحة)

حسب التصنيف السابق | التالي
رقم الفتوى السابق | التالي

فتاوى أخرى



التعليقات


Captcha


تنبيه: هذه النافذة غير مخصصة للأسئلة الشرعية، وإنما للتعليق على الموضوع المنشور لتكون محل استفادة واهتمام إدارة الموقع إن شاء الله، وليست للنشر. وأما الأسئلة الشرعية فيسرنا استقبالها في قسم " أرسل سؤالك "، ولذلك نرجو المعذرة من الإخوة الزوار إذا لم يُجَب على أي سؤال شرعي يدخل من نافذة " التعليقات " وذلك لغرض تنظيم العمل. وشكرا