الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
حرم الإسلام كل عمل يعين على الحرام بشكل مباشر؛ قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]، والترويج لإعلان محرم هو من الإعانة على الحرام، فيجب على صانع المحتوى إذا رغب بالتكسب عن طريق إعلانات "اليوتيوب" أن يقوم بفلترة الإعلانات وحذف ما يتعلق بالمواد الإباحية وغير الأخلاقية والمحرمة؛ حتى يبتعد عن شبهة الترويج للحرام.
فإذا كان صانع المحتوى لا يستطيع التحكم بخيار إزالة الدعايات التي تروج للمنتجات المحرمة، أو كانت هذه الدعايات تظهر -على الرغم من وجود خيار الفلترة -بشكل غالب، فيحرم على صانع المحتوى التكسب حينئذ من إعلانات "اليوتيوب"؛ لأن الحكم للغالب.
وأما إذا كان الدعايات المروجة للحرام تظهر -بعد خيار الفلترة -بشكل قليل، أو كان الحرام يظهر بشكل عرضي مثل بعض الصور المحرمة التي تظهر في دعايات لمنتجات مباحة، فهذا مما فيه شبهة على أقل تقدير، وتركه أولى، وننصح صانع المحتوى حينئذ أن يتصدق بجزء من الأرباح التي يكسبها؛ حتى يُبرئ ذمته أمام الله تعالى. والله تعالى أعلم.