أول رسالة ماجستير في الإدارة عن دائرة الإفتاء العام في الأردن
كأي باحث وطالب في مستوى الماجستير من حقه أن يبحث عن التميز في علاماته وبحثه، توقفت كثيرا عند اختيار عنوان الرسالة، وأسعفني القدر حين نظرت إلى دائرة الإفتاء العام الأردنية، والتي كانت من ضمن قائمة من المؤسسات التي استهدفتها لمكان عمل الدراسة، فوجدت أنها تمثل حالة قل مثيلها، فإدارتها تتقبل كل طرح موضوعي، وتسعى جاهدة للرفع من مستوى أدائها الفردي والجماعي، ولا تدخر جهدا في تطوير أنظمتها الإلكترونية لتواكب متطلبات العصر، ناهيك عن أن القائمين على هذه المؤسسة هم من الثقات المراعين لأعلى درجات الموثوقية والأمانة والموضوعية والاستجابة والسرية بطبعهم وبالأمانة الثقيلة التي حملوها، فبالتالي ستكون متطلباتهم الإلكترونية تتماهى مع ما جبلوا عليه.
الأمر الذي يعطي الباحث حرية في البحث عن مواطن الضعف إن وجدت، وإيجاد المقترحات المناسبة لتصويبها.
وامتثالا لقوله تعالى: {ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [سورة الأعراف: الآية 85] وتصديقًا بقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله) [إسناده صحيح]، أجد أنه من الواجب علي أن أشكر دائرة الإفتاء العام الأردنية ممثلة بسماحة الشيخ الجليل عبدالكريم الخصاونة، مفتي عام المملكة، الذي كان الداعم لي في كل ما أحتاج لاستكمال الدراسة بالصورة التي تنقل الواقع دون تزيين.
ولا أنكر حق كافة أصحاب الفضيلة المفتين والسادة الإداريين على حسن تعاملهم ورقي فكرهم وأخلاقهم، الأمر الذي جعلني متمسكة باختيار دائرة الإفتاء مكانا لدراستي. والتي كانت بعنوان (أثر جودة الخدمات الإلكترونية في التوقعات المدركة في دائرة الإفتاء العام في الأردن).
فدار الإفتاء العام الأردنية التي امتازت بجودة الخدمات الإلكترونية، وسهولة التعامل مع نافذتها، أصبحت محط أنظار كل من يسعى للحصول على الفتوى من داخل وخارج المملكة.
والناظر إلى العدد الكبير لمرات التصفح والدخول لموقع دائرة الإفتاء، يجد أن هذا الموقع يستقطب الباحثين عن الفتاوى الواقعية وطالبيها، ويُعد من المواقع الأولى على مستوى الدول الإسلامية.
وعند السؤال المباشر لموظفي الدائرة عن مدى رضاهم عن التطبيقات الإلكترونية التي يتعاملون بها، سواء أكانت لإدارة شؤونهم الإدارية والمالية أو لمتابعة طلبات الفتاوى من قبل المتابعين، وجدنا أن غالبية الآراء كانت إيجابية بشكل كبير.
كم كانت سعادتي غامرة أثناء الدراسة وبعد استخراج النتائج، حيث أثبتت الدراسة حسن اختيار المكان والعنوان، فكانت دراسة تخالف الكثير مما سبقها والتي ركزت على إيجابيات الخدمات المقدمة من قبل دائرة الإفتاء العام، وجعلها حالة قياسية تُحتذى.
ومما زاد من سروري وثقتي أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي طرقت موضوعا "في إدارة الأعمال" في دار الإفتاء العام الأردنية، ولم تسبر غور صلب عمل الدائرة.
كلي ثقة بأن تقوم دائرة الإفتاء العام الأردنية بالأخذ بالتوصيات التي خلُصت الدراسة لها، فهم مثال لمن يمتثل لقول سيدنا عمر رضي الله عنه حين قال: "رحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي".
شكرا مرة أخرى أيها الإداري بامتياز سماحة الشيخ الجليل عبدالكريم الخصاونة، شكرا لكافة العاملين في هذا الصرح الشامخ على اختلاف أماكنهم ومناصبهم.
للاطلاع على الرسالة كاملة (اضغط هنا)