وصل إلى دائرة الإفتاء العام العديد من الاتصالات والرسائل والاستفسارات حول رسالة أرسلت في إحدى مسابقات الرسائل النصية من إحدى شركات الهاتف الخلوي تسيء إلى الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وحيث إننا في دائرة الإفتاء العام نرفض الإساءة إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو المساس بهم؛ لما لهم من مكانة سامية ومنزلة عالية لدى النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين جميعاً.
فهم الذين حملوا الدين بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وقاموا به؛ وقد جاء الثناء عليهم في العديد من آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم:
فقال تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) الفتح/18، وقال سبحانه: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة/100، وقال صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ) رواه البخاري، وهم الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم خير الناس فقال: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ) رواه البخاري.
ولذا فنحن نرفض أي إساءة لأي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه فقد بادر سماحة المفتي العام بالاتصال بالشركة المعنية وطلب توضيحاً لهذا الأمر؛ فأرسلت الشركة كتاباً إلى دائرة الإفتاء تبين فيه أن شركة الاتصالات ليس لها علاقة بهذا الأمر وإنما هي تزود خدمات القيمة المضافة لشركة أخرى، وأن هذه الشركة الأخرى قد اعتذرت عن هذا الموضوع وشعرت بالأسف الشديد، وبينت أن هذا خطأ تقني حيث اختلطت أجوبة هذا السؤال بسؤال فني آخر.
وعليه فإن دائرة الإفتاء العام مع حرصها على عدم المساس بالمشاعر الدينية للمواطنين لتؤكد أن المشاركة في مسابقات الرسائل القصير على الهواتف الخلوية فيها أكل لأموال الناس بالباطل، وهي محرمة شرعاً لما فيها من القمار. والله تعالى أعلم.