الموضوع : حكم تقديم خدمة الأقساط الدراسية لمنتسبي الجمعيات

رقم الفتوى : 3379

التاريخ : 12-04-2018

السؤال :

يرجى بيان الحكم الشرعي في خدمة أقساط المدارس التي تقدمها جمعية موظفين لمنتسبيها من خلال "عقد جعالة"، حيث تقوم الجمعية بالاتفاق مع بعض المدارس لتسجيل أبناء المستفيدين من خدمات الجمعية للدراسة في هذه المدارس ضمن الأسس الآتية: 1- تقوم المدرسة بمنح خصم للجمعية على الأقساط الدراسية للطلاب المسجلين من خلال الجمعية حسب الاتفاق المسبق. 2- تلتزم الجمعية بتسديد كامل مستحقات هذه المدرسة من الأقساط الدراسية نيابة عن الطلاب المسجلين حسب ما يتفق عليه مع المدرسة. 3- يتم تحصيل قيمة هذه الأقساط من المستفيدين من رواتبهم الشهرية إما دفعة واحدة أو على أقساط شهرية بالقيمة نفسها دون زيادة، بحيث يستفيد المنتسب للجمعية من الخصم ومن دفع المصاريف مقسطة، وتستفيد الجمعية من العمولة التي تحصل عليها من المدارس على كل طالب ترسله عن طريقها؟

الجواب :

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله 

تقوم فكرة خدمة أقساط المدارس المذكورة في السؤال على مبدأ الجعالة، حيث تحصل الجمعية خصومات من المدارس تستفيد منها هي أو منتسبوها، فتتفق مع بعض المدارس على أن تحصل الجمعية على خصم معين كجعالة على كل طالب ترسله من قبلها، وتتكفل الجمعية بتسديد الأقساط المدرسية للطالب فوراً أو بالأقساط، ومن ثم ترجع الجمعية على الموظف بخصم الأقساط الثابتة في ذمته من راتبه دون ربح عليه.

وعليه، فيجوز للجمعية تحصيل خصم من المدارس بشروط:

الأول: أن يكون الخصم للطالب وليس لمصلحة الجمعية؛ حذراً من الوقوع في الربا.

الثاني: أن يكون الربح على الجعالة دون الكفالة؛ لأن الفقهاء أجمعوا على عدم جواز أخذ الأجرة على الكفالة.

الثالث: يُستحق الربح للمؤسسة (المجعول له) بمجرد تسجيل الطالب في المدرسة.

الرابع: الفصل بين عقد الجعالة الذي يتم بين الجمعية والمدرسة، والعقد الذي يتم بين المدرسة وأولياء أمور الطلبة؛ حذراً من الوقوع في شبهة الربا، فلا يصح للجمعية أن تسدد عن الطالب المبلغ الإجمالي للسلعة مخصوماً منها ربح الجعالة؛ لأن ذلك يقلب المعاملة إلى قرض ربوي، بل تحصل على الخصم من خلال مبالغ مستردة من المدرسة.

وعليه، فإن روعيت الشروط السابقة جاز التعامل بنظام خدمة أقساط المدارس المذكور. والله تعالى أعلم.