اسم المفتي : سماحة الدكتور نوح علي سلمان رحمه الله (المتوفى سنة 1432هـ)

الموضوع : أخت الزوجة حكمها حكم المرأة الأجنبية في التعامل

رقم الفتوى : 2597

التاريخ : 05-08-2012

السؤال :

كيف يعامل الرجل أخت زوجته نظراً لمعاملة النبيّ صلى الله عليه وسلم لأسماء - أخت عائشة - رضي الله عنهما؟

الجواب :

أخت الزوجة أجنبيّة بالنسبة إلى الزوج، والمقصود بالأجنبية: من ليست زوجة ولا مَحرَماً، بدليل: أن الزوجة إذا ماتت أو طلَّقها الزوج فبانت جاز للزوج أن يتزوَّج بأختها، ولذا يجب أن يعاملها كما يأمره الشرع في معاملة الأجنبيَّات، فلو سلَّم عليها بلا ملامسة ولا نظر جاز، كأن تكون من وراء حجاب، ولا يوجد في معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لأسماء ما يخالف هذا، وأما أنّه صلى الله عليه وسلم أركبها خلفه على البعير فلا شيء في هذا (1)، إذ يجوز للرجل أن يُركِب خلفه امرأة أجنبيّة على الدابّة ونحوها عند الحاجة إذا أمنت الفتنة، وهذه الشروط لا شكَّ في توفُّرها في ما ورد من إركاب النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء، وهيهات أن تتوفّر في غيره خاصَّة في هذا الزمن.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الحياة العامّة / فتوى رقم/59)
ــــــــــــــ
(1) روايات الحديث فيها أنه صلى الله عليه وسلم أناخ البعير ليحمل أسماء خلفه ولكنها لم تفعل رضي الله عنها. روى البخاري حديث رقم (5224) عن أسماء بنت أبي بكر قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ، وَمَا لَهُ فِي الأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلاَ مَمْلُوكٍ، وَلاَ شَيْءٍ غَيْرَ نَاضِحٍ وَغَيْرَ فَرَسِهِ، فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ وَأَسْتَقِي المَاءَ، وَأَخْرِزُ غَرْبَهُ وَأَعْجِنُ، وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، وَكَانَ يَخْبِزُ جَارَاتٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ، وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي، وَهِيَ مِنِّي عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ، فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي، فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَدَعَانِي ثُمَّ قَالَ: «إِخْ إِخْ» لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ، وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ وَكَانَ أَغْيَرَ النَّاسِ، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ فَمَضَى، فَجِئْتُ الزُّبَيْرَ فَقُلْتُ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى رَأْسِي النَّوَى، وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَنَاخَ لِأَرْكَبَ، فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ، قَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ تَكْفِينِي سِيَاسَةَ الفَرَسِ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي.